"الدفاع عن النفس أمراً ضرورياً من أجل كل إنسان"

يقوم سكان حيي الأشرفية والشيخ مقصود في حلب الذين يعتبرون الدفاع عن النفس هو الأساس، بتأمين الحماية للحيين.

يقول سكان الحي الذين يقومون بدوريات منتظمة في الحيين الكرديين في مدينة حلب بين الساعة 20:00 والساعة 5:00، إن الدفاع عن النفس لا يقل أهمية وضرورة عن الخبز والماء والمأوى.

 

 

وأوضحت فاطمة محمد (43 عاماً) في حديثها لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أن الدفاع عن النفس واجب ومسؤولية أساسية تقع على عاتقهم، وقالت: "إذا لم نعمل على ضمان أمن حينا، فيمكن لأي شخص أن يدخل إليه بكل سهولة، وإذا لم نسعى إلى تأمين أمن حينا، فلن نتمكن من ضمان أمن ديارنا، ويمكننا أن نضمن حياة مستقرة وسلمية من خلال توفير الأمن في الأماكن الصغيرة، ويكمن الدفاع عن النفس بتحمل المسؤولية، وإذا كان حي الشيخ مقصود معروفاً على أنه قلعة للمقاومة، فإن مآل ذلك نابع من قوة ومتانة دفاعه عن النفس، وأخذ كل من النساء والأطفال والمسنين على عاتقهم مهمة الدفاع عن النفس، وبالتالي وصلنا إلى ما وصلنا إليه من هذا المستوى، ولولا قوة ومتانة دفاعنا عن النفس، لما كنا قد تمكنا من خوض معركة شرسة بهذا القدر ولما كنا استطعنا من كتابة اسمنا في التاريخ بالمقاومة، وإننا أهالي حي الشيخ مقصود قمنا بالتكاتف جنباً إلى جنب ونظّمنا دفاعنا عن النفس وتصدينا للمرتزقة، فالدفاع عن النفس له جوانب مختلفة والمرأة تتولى قيادته".     

لا ينبغي للدفاع عن النفس أن يشوبه الضعف والتراخي

وبدوره، أكد لقمان قادر حسين (50 عاماً) على أن الدفاع عن النفس أمر لا غنى عنه للدفاع عن الشعب، وأضاف قائلاً: "يجب على كل كردي أن يحمي شارعه وحيه وأسرته، والنظام الذي يعتمد على قوته هو أمر لا بد منه، وقد شهدت هذه الشوارع والأحياء مقاومة منقطعة النظير، حيث أن ضعف وتراخي نظام الدفاع عن النفس يعني انعدام الفاعلية في المعركة، فمن خلال الدفاع عن النفس باستطاعتنا حماية شوارعنا، والتصدي لسياسات الحرب الخاصة، ونحن نمثل الدفاع عن النفس بأنفسنا، ولذلك، يمكن للأشخاص المنظمين أيضاً خلق الدفاع المنظم عن النفس".   

استمرار الدوريات ليلاً ونهاراً

وذكرت شيرين خشمان (33 عاماً) أنها تعمل في الدوريات منذ العام 2018، وقالت بهذا الصدد: "لقد تولد الشعور لدينا بالدفاع عن النفس في مقاومة الشيخ مقصود، وحتى أنه يحظى بأهمية كبيرة أكثر من الماء والخبز، فالمرأة تبني مستقبل المجتمع من خلال الدفاع عن النفس الذي يمثل أمراً ضرورياً لا بد منه من أجل كل إنسان، فالإنسان بدون الدفاع عن النفس لا يمكنه توفيره في المجتمع، ولولا حرب الشعب الثورية في الشيخ مقصود، لما كان الشيخ مقصود موجوداً بهذه الحال اليوم، ولهذا السبب، نعمل على مدار الساعة ليلاً نهاراً بتسيير الدوريات في حينا".  

نعتبره بمثابة مهمة ملقاة على عاتقنا

وأوضحت وحيدة علي صبري، أنها تقوم بالمشاركة في تسيير الدوريات على الرغم من تقدمها في السن والمشاكل الصحية التي تعاني منها، وتابعت قائلة: "لقد قمنا بتأسيس الدفاع عن النفس دون تلقي أي دعم من أحد، ولا نتوقع أن يأتي البعض من الخارج ويقومون بحمايتنا، وإننا أهالي حيي الشيخ مقصود والأشرفية، نستمد قوتنا من بعضنا البعض، نقوم بتسيير الدوريات بشكل متناوب من الساعة 20:00 إلى الساعة 05:00، ونعتبر الدفاع عن النفس بمثابة مهمة ملقاة على عاتقنا".